الأمر لأنه يقتضي على هذا القول أن لا يكون غيره مأمورًا بالقتال، والفاء في قوله {فَقَاتِلْ} جواب عن قوله {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (?).

{وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} أي: حضهم على الجهاد، ورغبهم في الثواب، وعرفهم فضل الشهادة، فلما نزلت هذه الآية حرضهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجهاد، ورغبهم فيه، فتثاقلوا عنه ولم يخرجوا معه إلى القتال، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبعين راكبًا (?) حتى أتوا بدرًا، وكفاهم الله بأس العدو، ولم يوافهم (?) أبو سفيان، ولم يكن قتال يومئذ، فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وذلك قوله تعالى: {عَسَى اللَّهُ} أي: لعل الله {أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: قتال المشركين وصولتهم، وعسى من الله واجب حيث كان، وقد جاء عسى في كلام العرب بمعنى: اليقين.

قال ابن مقبل:

ظني بهم كعسى، وهم بَتَنُوفَةٍ ... يتنازعون جوائزَ الأمثالِ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015