يذهبون بها إلى الليالي (?). والصوم لا يكون إلَّا بالنهار، فلا تضاد في هذِه الأخبار. وإنما قال (الله تعالى) (?): {أَشْهُرٌ} وهي شهران وبعض الثالث؛ لأنها وقت، والعرب تسمي الوقت تامًّا بقليله وكثيره، فيقولون: أتيتك يوم الخميس، وإنما أتاه في ساعة منه، ويقولون: لي (?) اليوم يومان مد لم أره (?)، وإنما هو يوم وبعض آخر، ويقولون: زرتك العام، وقتل (?) فلان ليالي الحجاج أمير (?)، لأنه لا يراد أول الوقت وآخره (?).
وقال بعض أصحابنا: الاثنان فما فوقهما جماعة؛ لأن معنى الجمع: ضم شيء إلى شيء، فإذا جاز أن يسمى الاثنان بانفرادهما (?) جماعة جاز أن يسمى الاثنان وبعض الثالث جماعة، وقد سمى الله تعالى الاثنين جمعًا (?) في قوله عز وجل: {فَقَدْ صَغَت قُلُوبُكُمَا} (?) ولم يقل: قلباكما (?).