ثم قال: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ} مما وعدناكم وأوجبنا إليكم، وأخبرناكم فنحاسبكم، وننجز لكم ما وعدناكم، ونوصل كلًّا إلى ما وعدناه، فنتم ذلك ونفرغ منه. وإلى هذا ذهب الحسن، ومقاتل، وابن زيد (?).
وقال ابن كيسان: الفراغ للفعل الوقوف عليه دون غيره (?).
{أَيُّهَ الْثَّقَلَانِ} أي: الجن والإنس، دليله قوله -عز وجل- في عقبه: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} سُمِّيا ثقلين؛ لأنهم ثقل على الأرض أحياءً وأمواتًا، قال الله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2)} (?).
وقال بعض أهل المعاني: كل شيء له قدر وزن ينافس فيه فهو ثقل (?).
وقيل لبيض النعامة: (ثقل) لأنَّ واجده وصائده يفرح إذا ظفر به.
قال الشاعر (?):
فتذكرا ثقلا رثيدًا بعدَما ... ألقت ذُكاء يمينها في كافِر (?)