وكانت الجن يعملون بين يديه وينظرون إليه، ويحسبون أنَّه حي، ولا ينكرون احتباسه عن الخروج إلى الناس لطول صلاته قبل ذلك -وهي قراءة ابن مسعود- فمكثوا يدانون له من بعد موته حولاً كاملاً، فأيقن الناس أن الجن كانوا يكذبونهم، وأنهم لو علموا الغيب لعلموا بموت سليمان، ولم يلبثوا في العذاب سنة يعملون له.

ثمَّ إن الشياطين قالوا للأرضة: لو كنت تأكلين الطعام أتيناك بأطيب الطعام، ولو كنت تشربين الشراب سقيناك أطيب الشراب، ولكنا سننقل إليك الماء والطين، قال: فهم ينقلون إليها ذلك حيث كانت، قال: ألم تر إلى الطين الذي يكون في جوف الخشب فهو ما يأتيها به الشياطين شكراً لها (?)، فذلك قوله تعالى {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ} وهي الأرضة، ويقال لها القارح أيضاً، وهي دويبة تأكل العيدان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015