روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالم ومتعلم).
فهذه الدنيا كل ما فيها بعيد من رحمة الله، وكأن الدنيا مليئة بالمصائب، وبالعبث واللهو، ومليئة بكل ما يلهي الإنسان عما عند الله سبحانه تبارك وتعالى، إلا أن يجعل الإنسان أمامه نوراً من الله سبحانه تبارك وتعالى، من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها، يعني: كل ما فيها يبعد عن طاعة الله سبحانه، إلا أن تتشبث بذكر الله عز وجل، ويكون لسانك ذاكراً لله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: (إلا ذكر الله وما والاه)، وما يتبع ذلك من ذكر الله كالصلاة والزكاة والصيام، فتذكر الله وتصوم ما فرضه الله عز وجل عليك، وتعمل ما سنه لك النبي صلى الله عليه وسلم، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
كذلك العالم والمتعلم، فيكون الإنسان عالماً يعلم غيره، ويكون متعلماً يستفيد من غيره، وغير ذلك كله بعد عن طاعة الله، لو تأملت في ذلك ونظرت في حقيقة ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم عندما يجيء الإنسان يقول: هم ثلاثة فقط، والباقي كله بعيد عن رحمة الله عز وجل؟! فستجد أنهم الثلاثة فقط الذين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، والباقي بعيد عن الله عز وجل.
كيف تعرف ربك إن لم تكن عالماً أو متعلماً؟! وكيف تعرف دين الله عز وجل إن لم تكن عالماً أو متعلماً؟! وكيف تطيع الله سبحانه تبارك وتعالى؟! وبأي شيء تعبده إن لم تكن عالماً أو متعلماً؟! فلذلك كل من بعد عن ذلك فليس بعالم ولا متعلماً، فكيف سيعرف هذا العبادة والمعاملة؟ وكيف سيقيم شرع الله عز وجل وهو لم يتعلم ولا هو من أهل العلم، ولا هو طائف على موائدهم؟! فغير هؤلاء يكون بعيداً عن طاعة الله عز وجل، ويتكلم فيما لا يعنيه، ويهرف بما لا يعرف، ويتكلم في الدين وفي غير الدين بعقله وهواه، فيغويه الشيطان ويتبع هواه فيكون من أصحاب النار والعياذ بالله!