الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
تكلمنا في الحديث السابق عن صفات المؤمنين الذين يستحقون من الله سبحانه وتعالى أن يعطيهم الخير، أو ما هو أخير من هذه الحياة الدنيا في الجنة من النعيم المقيم، {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [القصص:60]، والذين يستحقون الجنة هم المؤمنون الذين يتوكلون على ربهم، والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، والذين إذا ما غضبوا هم يغفرون، وكذلك هم الذين يقيمون الصلاة وأمرهم شورى بينهم، وذكرنا أن الشورى صفة تتعلق بهذا المجتمع المسلم، ومن الصفات العظيمة التي أمر الله عز وجل بها نبيه صلى الله عليه وسلم، ووصف المؤمنين بها ومدحهم عليها، فقال: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى:38]، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران:159]، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فكان يستشير أصحابه صلوات الله وسلامه عليه في أمور الدنيا، كالقتال مثلاً، حتى يعود المسلمين على مبدأ الشورى العظيم.