الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
قال الله عز وجل في سورة الشورى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ * وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} [الشورى:25 - 27].
قوله سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ)، فالله توّاب رحيم سبحانه، فهو يتوب على عبده، والله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إلى الله عز وجل، فالله يستجيب له، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل)، وقال: (يستجاب لأحدكم ما لم يدعُ بإثم أو قطعية رحم)، فالله سبحانه يستجيب دعوات العبد ما لم يعجل في دعائه وطلبه من الله عز وجل، وما لم يدع بقطيعة رحم أو بإثم.
(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) أي: يقبل فيتجاوز عن سيئاتهم وعن ذنوبهم.
(وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ) هنا يخبر أنه يعفو عنها، فيمحو هذه السيئات ويجعلها كأنها لم تكن شيئاً، فيعفو الله سبحانه وتعالى عنها ويسامح في ذلك، ففضله على خلقه عظيم سبحانه، وأعظم السيئات هو الشرك، فإذا تاب العبد منه إلى الله عز وجل تاب الله عز وجل عليه.
(وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) أي: يعلم ويقدر على المجازاة سبحانه، فيجازي العبد على ما يفعله.