قال تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ} [الصافات:129] أي: تركنا على إلياس في الآخرين.
{سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات:130] أي: تركنا عليه في الأمم التي تأتي من بعده أن يدعون له ويسلمون عليه، ويذكرونه بالثناء الحسن، ويقولون: سلام عليه وعلى آله، وإل ياسين فيها قراءتان: قراءة الجمهور: {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات:130]، وقراءة نافع وابن عامر ويعقوب (سلام على آل ياسين)، كأنه هو وأبوه (آل ياسين)، فأهله آل ياسين، فعلى القراءة الأولى السلام عليه، وعلى القراءة الأخرى السلام عليه وعلى آله، وكأن آل ياسين أهله، وأهل كل نبي أتباعه من المؤمنين، فيكون المعنى: سلام عليه وعلى من اتبعه من المؤمنين، فدخل فيها هو ومن معه على هذه القراءة الثانية.
{إِنَّا كَذَلِكَ} [الصافات:131] أي: كهذا الجزاء الجميل وكهذا الثناء الحسن وكهذا النصر الذي نصرناه {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات:131]، أي: بمثل ذلك.
{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [الصافات:132] أي: نصرناه ونجيناه من قومه وتركنا عليه الثناء الحسن لأنه من عبادنا المؤمنين، وكذلك كل إنسان محسن ومؤمن نترك له الذكر الجميل والثناء الحسن.
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباده المخلِصين المخلَصين المحسنين المؤمنين.
أقول قولي هذا، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.