قال الله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} [الصافات:128] فاستثنى الله سبحانه ممن يحضرون إلى عذابه المخلصين، فهؤلاء يأتون يوم القيامة ويدخلهم ربنا جنته، وهم المخلصون.
والمخلصون فيها قراءتان في كل المصحف، فتقرأ: المخلَصين والمخِلصين، وهذه الآية التي هنا يقرؤها نافع وأبو جعفر، وعاصم وحمزة والكسائي وخلف.
(المخلَصين) ويقرؤها باقي القراء (المخلِصِين)، وعندما تأتي في الكلمة قراءتان فكأنهما حكمان في هذه الكلمة.
فالقراءة الأولى: المخلَص.
الذي اصطفاه الله سبحانه.
أي: أن هذه هبة من الله عز وجل لهذا الإنسان، ومنحة من الله لهذا الإنسان، أن الله اصطفاه واستخلصه وهداه سبحانه تبارك وتعالى، والقراءة الثانية: المخلِص أي أخلص العبد بتوفيق الله سبحانه، فهو قد أخلص قلبه لله سبحانه، وأخلص في العبادة ولم يشرك بالله، فهذا المخلِص فعل منه، والمخلَص اصطفاء من الله عز وجل له.
فهؤلاء مُخْلِصُون وكذلك مُخْلَصُون.