وقوله: "لا تضامُون في رؤيتِهِ ".

قال الخطابيُّ: "لا تضامون " رُوي على وجهين:

مفتوحةُ التاءِ، مضددةُ الميم، وأصلُهُ تتضامّون، أي لا يضامُّ بعضُكم

بعضًا، أي: لا يُزَاحم، من الضمِّ، كما يفعلُ الناسُ في طلبِ الشيء

الخفي، يريدُ أنكم ترونَ ربَّكم وكلُّ واحدٍ منكم وادِعٌ في مكانِهِ، لا ينزاعه

فيه أحدٌ.

والآخرُ: مخفف: تُضامُون - بضمِّ التاءِ - من الضَّيم، أي: لا يضيم

بعضُكم بعضًا فيه. انتهي.

وذكرَ ابنُ السمعاني فيه روايةً ثالثةً: "تُضامُّون " - بضم التاء، وتشديدِ الميم -

قال: ومعناها: لا تزاحِمُون، قال: ورواية - فتح التاء مع تشديدِ الميم -

معناها: لا تزاحَمُون.

وقولُه: "كما تروْن القمرَ ليلةَ البدر" يقوِّي المعنى الأول.

وجاء التصريحُ به في روايةِ أبي رَزينِ العُقيليِّ، أنّه قال: يا رسول اللَّه.

أكلُّنا يَرَى ربَّه يومَ القيامة؟ وما آيةُ ذلك في خَلْقِه؟

قال رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -:

"أليس كُلُّكُمْ ينظرُ إلى القمرِ مُخْلِيًا به؟ "

قال: بلى، قال: "فاللَّه أعظمُ ".

خرَّجه الإمامُ أحمد.

وخرَّجه ابنُه عبدُ الله في "المسندِ" بسياق مطول جدا، وفيه ذكرُ البعثِ

والنشورِ، وفيه: "فتخرُجُون من الأصواء - أو: من مصَارِعِكُم - فتنظرُون إليْهِ وينظُرُ إليكُمْ "

طور بواسطة نورين ميديا © 2015