[سورة مريم (19) : الآيات 26 إلى 35]

السلام، وقرئ ليهب (?) بالياء، والفاعل فيه هو ضمير الرب سبحانه وتعالى، وقرئ بهمزة التكلم، وهو جبريل، وإنما نسب الهبة إلى نفسه، لأنه هو الذي أرسله الله بها، أو يكون قال ذلك حكاية عن الله تعالى

وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا البغيّ هي المرأة المجاهرة بالزنا، ووزن بغيّ فعول وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً الضمير للولد واللام تتعلق بمحذوف تقديره: لنجعله آية فعلنا ذلك فَحَمَلَتْهُ يعنى: في بطنها وكانت مدة حملها ثمانية أشهر، وقال ابن عباس: حملته وولدته في ساعة مَكاناً قَصِيًّا أي بعيدا، وإنما بعدت حياء من قومها أن يظنوا بها الشر فَأَجاءَهَا معناه: ألجأها وهو منقول من جاء بهمزة التعدية الْمَخاضُ أي النفاس إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ روي أنها احتضنت الجذع لشدة وجع النفاس قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ إنما تمنت الموت خوفا من إنكار قومها، وظنهم بها الشر، ووقوعهم في دمها وتمني الموت جائز في مثل هذا، وليس هذا من تمني الموت لضر نزل بالبدن فإنه منهي عنه.

وَكُنْتُ نَسْياً النسي الشيء الحقير الذي لا يؤبه له، ويقال بفتح النون (?) وكسرها فَناداها مِنْ تَحْتِها قرئ من بفتح الميم (?) وكسرها، وقد اختلف على كلتا القراءتين، هل هو جبريل أو عيسى، وعلى أنه جبريل قيل: إنه كان تحتها كالقابلة، وقيل: كان في مكان أسفل من مكانها أَلَّا تَحْزَنِي تفسير للنداء، فأن مفسرة سَرِيًّا جدولا وهي ساقية من ماء كان قريبا من جذع النخلة، روي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم فسره بذلك، وقيل: يعنى عيسى فإن السري الرجل الكريم وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ كان جذعا يابسا، فخلق الله فيه الرطب كرامة لها وتأنيسا، وقد استدل بعض الناس بهذه الآية على أن الإنسان ينبغي له أن يتسبب في طلب الرزق، لأن الله أمر مريم بهز النخلة، والباء في بجذع زائدة كقوله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا الفاعل بتساقط النخلة، وقرئ بالياء والفاعل على ذلك الجذع، ورطبا تمييز، والجني معناه: الذي طاب وصلح لأن يجتنى

فَكُلِي وَاشْرَبِي أي كلي من الرطب، واشربي من ماء الجدول، وهو السري وَقَرِّي عَيْناً أي طيبي نفسا بما جعل الله لك من ولادة نبي كريم، أو من تيسير المأكول والمشروب فَإِمَّا تَرَيِنَّ هي إن الشرطية دخلت عليها ما الزائدة للتأكيد، وترين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015