أسماء الله ليست محددة، ما يقول الإنسان أسماء الله مائة أو مائتين أو ثلاثمائة أو ألف ما فيه دليل على الحصر، وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - " إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " ليس المراد الحصر بل المراد تسعة وتسعين اسما موصوفة بأن من أحصاها دخل الجنة، موصوفة بهذا الوصف "من أحصاها" يعني: حفظها وعمل بمقتضاها بما يمكن العمل بها، وهي غير محددة الآن، والحكمة في ذلك -والله أعلم- حتى يجتهد العلماء في البحث عنها في نصوص الكتاب والسنة ويعدوها ويحفظوها ويعملوا بها فهي موصوفة بهذا الوصف: " إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " ولله أسماء أخرى غير موصوفة بهذا الوصف كما في الحديث الذي ذكره المؤلف: " أو استأثرت به في علم الغيب عندك " فيه أسماء استأثر بها الله بها لم يطلع عليها أحدًا.

وما استأثر الله به فلا يمكن حصره ولا الإحاطة به، والجميع بين هذا وبين قوله في الحديث الصحيح: " إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " إن معنى هذا الحديث إن من أسماء الله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، وليس المراد حصر أسماء الله تعالى بهذا العدد.

المراد وصفها بهذا الوصف من أحصاها دخل الجنة.

الفرع الثالث أسماء الله لا تثبت بالعقل بل بالشرع

ونظير هذا أن تقول عندي مائة درهم أعدتها للصدقة فلا ينافي أن يكون عندك دراهم أخرى أعدتها لغير الصدقة.

الفرع الثالث: أسماء الله لا تثبت بالعقل، وإنما تثبت بالشرع فهي توقيفية.

هذه قاعدة معروفة أن أسماء الله توقيفية، ومعنى توقيفية يعني: يُوقف على ما جاء به الشرع يعني: مأخوذة من الشرع من النصوص من الكتاب والسنة، العقل ليس له مجال ما نخترع لله أسماء من عند أنفسنا، بل الأسماء توقيفية ما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله نُثبتها لله، وما جاء نفيه ننفيها عن الله، وما لم يرد في الكتاب والسنة نتوقف فيه، فالأسماء والصفات توقيفية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015