قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (?) مثال ذلك الرحمن فهو اسم من أسماء الله تعالى دال على صفة عظيمة هي الرحمة الواسعة، ومن ثم نعرف أنه ليس من أسماء الله الدهر؛ لأنه لا يتضمن معنى غاية الحسن.

وهذا فيه الرد على ابن حزم الذي قال: إن من أسماء الله الدهر، واستدل بقوله - صلى الله عليه وسلم - " لا تسبوا الدهر فالله هو الدهر " قال: فهذا دليل على أن من أسماء الله الدهر غلَّطه العلماء، وبينوا أن الحديث لا يدل على أن الدهر من أسماء الله بدليل الروايات الأخرى يُضم بعضها إلى بعض فإنه جاء في الرواية: " فإني أنا الدهر أُقلب ليله ونهاره " معنى أن الله هو الدهر أي: يقلب الليل والنهار، يصرف الليل والنهار، الدهر هو الليل والنهار هو الزمان فالله -جل وعلا- هو مقلبه ومصرفه، في الرواية الأخرى: " إني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره " الروايات يُفسر بعضها بعضًا، فليس من أسماء الله الدهر كما يقول ابن حزم هذا من أغلاطه -رحمه الله-.

فأما قوله - صلى الله عليه وسلم - " لا تسبوا الدهر فالله هو الدهر ".

فمعناه مالك الدهر المتصرف فيه، مالك الدهر، ومصرف الدهر ومقلب الدهر يعني: الليل والنهار والزمان. بدليل قوله في الرواية الثانية عن الله تعالى: " بيدي الأمر أُقلب الليل والنهار ".

وفي لفظ: " أقلب ليله ونهاره ".

الفرع الثاني أسماء الله غير محصورة بعدد معين

الفرع الثاني: أسماء الله غير محصورة بعدد معين؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المشهور: " أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015