الشيخ: في هذا دليل على حسن خلق النبي عليه الصلاة والسلام مع أهله وقد قال هو صلوات الله وسلامه عليه (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) وفيه دليل على جواز تحدث المعتكف مع أهله لما في ذلك من الإيناس وإدخال السرور عليهم وفيه مشروعية القيام مع المغادر ليقلبه تكريماً له ومن ذلك ما يفعله بعض الناس حيث يقوم مع من خرج إلى الباب ويفتحه له.
فصل
القارئ: ويستحب له التشاغل بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن واجتناب ما لا يعنيه من الأقوال والأفعال فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ويجتنب الجدال والمراء والسباب والفحش والاكثار من الكلام فإن ذلك مكروهٌ في غير الاعتكاف ففي الاعتكاف الذي هو استشعارٌ بطاعة الله تعالى ولزوم عبادته وبيته أولى ولا يبطل الاعتكاف بشئٍ من ذلك لأنه لما لم يبطل بمباح الكلام لم يبطل بمحرمه كالصوم.
الشيخ: ولأن التحريم هنا ليس خاصاً بالاعتكاف فتحريم السباب والشتم واللعن والقذف وما أشبه محرم في الاعتكاف وغيره والقاعدة أن المحرم في نفس العبادة هو الذي يبطله وأما المحرم في خارجها فلا يبطله.
فصلٌ
القارئ: فأما التزام الصمت فليس من شريعة الإسلام لما روى قيس بن مسلم قال دخل أبو بكرٍ الصديق على امرأةٍ من أحمس فرآها لا تتكلم فقال ما لها لا تتكلم؟ فقالوا حجت مصمتةً.
الشيخ: يعني أنها حجت وصمتت منذ أن بدأت بالحج.
القارئ: فقال لها تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية فتكلمت) رواه البخاري، وعن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا صُمات يوم إلى الليل) رواه أبو داود فإن نذر ذلك فهو كنذر المعاصي على ما سيأتي.