الحي فهو أخشع لي وأكثر عبادة وأسلم من الفتن فهل أعتكف فيه أو في المسجد الحرام؟ نقول اعتكف فيه نقول بالأول لأن الفضيلة المتعلقة بذات العبادة أولى بالمراعاة من الفضيلة المتعلقة بزمانها أو مكانها.
القارئ: ويصح من المرأة في جميع المساجد لعدم وجوب الجماعة عليها.
الشيخ: المرأة لا تعتكف في بيتها لا بد أن تعتكف في المسجد أما الرجل فلا بد أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه مما تقام فيه الجماعة والفرق بينه وبين المرأة أن المرأة لا تلزمها الجماعة فأي مسجد أعد للصلاة فيه وإن كانت لا تقام فيه الجماعة فلها أن تعتكف فيه أما الرجل فلا بد أن يكون في مسجدٍ تقام فيه الجماعة لأنه لو لم يكن كذلك للزم من اعتكافه إما ترك الجماعة وإما كثرة الترداد إلى المسجد الذي يُجمع فيه ثم إن هذه الاطلاقات من كلام العلماء في أن المرأة تعتكف نقول ما لم يلزم من ذلك محذور فإن لزم من ذلك محذور فلا تعتكف بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بنقض الأبنية التي بنتها زوجاته خوفاً من التفاخر فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام منع النساء من الاعتكاف بعد أن ضربن الأبنية خوفاً من التفاخر المذموم شرعاً فكذلك لو خيف من المرأة إذا اعتكفت في المسجد المحذور أن تفتتن هي أو يفتتن بها قلنا لا تعتكف وعلى هذا فإن في المسجد الحرام يوجد نساءٌ يعتكفن لكن يلزم من هذا أن المرأة تكون نائمة والرجال يمرون منها يميناً وشمالاً وربما إذا نامت تتكشف فيحصل من هذا محذور فيقال الحمد لله الاعتكاف سنة وإذا لزم منه محذور فإنه لا يسن.