امتزج بها قلبا وقالبا، وتمسك بها ظاهرا وباطنا، وبذل ماله ونفسه في نصرتها وحمايتها، فهل نسمي هؤلاء (مؤمنين)؟
أما اطلاقا فلا، ولكن يمكن أن نطلق عليهم اسم الايمان مضافا إلى الباطل الذي يؤمنون به، على نحو قوله تعالى:
?ألم تر إلى الذين اوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت?؟.
ويمكن اطلاق اسم الايمان مقيدا بالوصف، نحو قوله تعالى:
?وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون?.
أما (الايمان) بالمعنى الخاص، الذي لا ينصرف اذا اطلق الا إليه، ولا يدل الا عليه، المعنى الذي يراد كلما ورد ذكر الايمان ومشتقاته، في الكتاب والسنّة، وعلى ألسنة العلماء. فهو:
الاعتقاد بالله ربا واحدا.
- ... ... ومالكا مختارا متصرفا.
- ... ... وإلها مفردا بالعبادة، لا يشرك معه غيره في كل ما هو من جنس العبادة.
- ... ... والاعتقاد بكل ما أوحي به إلى نبيه، من: خبر الملائكة، والرسل، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
وصاحب هذا الاعتقاد هو (المؤمن)، فان نقص (?) شيئا منه، او ردّه، أو تردد في تصديقه، أو شك فيه، فَقَدَ صفةَ الايمان، ولم يعدْ يعدُّ مع المؤمنين.