شرع الله. فأصول الإسلام هي نفسها أصول الديانات السابقة، التي بعث بها الرسل الأولون.
{شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ... }.
أرسل كل رسول إلى قومه وجعل رسالته اليهم بلسانهم ليكلمهم ويفهمهم، {وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبين لهم ... }.
وختم هذه الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلها عامة للناس جميعا، وجعله خاتم النبيين فلا نبي بعده، ولا وحي ينزل من السماء بعد أن انقطع بموته، وكان بها كمال الدين واتمام النعمة: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}.
الإيمان بالرسل
قد يسأل سائل: "كيف كانت رسالة محمد للناس كلهم، وكانت رسالة كل رسول إلى قومه، وكيف بقيت إلى يوم القيامة لا تنسخ ولا تعدل، وقد نسخت الشرائع من قبلها وعدلت؟ ". والجواب (والله أعلم): ان شريعة الاسلام قد جاءت مرنة، تصلح لكل زمان ومكان. وبيان ذلك أن العقائد والعبادات في الاسلام جاءت بها نصوص قطعية مفصلة، لا تقبل التعديل ولا التبديل، لأن العقائد والعبادات لا تتبدل بتبدل الازمان، ولا تختلف باختلاف الاعراف.
والأوضاع الدستورية والمعاملات المالية والاحوال الادارية، التي تؤثر فيها تبدل الزمان واختلاف العرف، جاءت فيها نصوص عامة هي كالأساس والدعائم في البناء، وترك لنا أن نضع لكل زمان ما يصلح له بشرط المحافظة على هذه القواعد،