{استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله}.
ولكن
{الذين اتقوا اذا مسهم طائفٌ من الشيطان (فأنساهم ربهم) تذكروا فإذا هم يبصرون}.
5 - لكن الشيطان رغم دأبه على الافساد، وثباته على عداوة بني آدم، وأنه يأتيهم عن أيمانهم وعن شمائلهم، ومن أمامهم ومن خلفهم، وأنه يقعد لهم كل مرصد، وأنه يستفزهم بصوته ويجلب عليهم بخيله ورجله، وأنه يشاركهم في الأموال والأولاد ... إنه على هذا كله لا يملك الا الوسواس، والاغراء بالشر، لا يقدر على نفع لهم ولا ضر، وحين يتجادل الكفار والشياطين في الآخرة، يقول لهم: {وما كان لي عليكم من سلطانٍ إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ... }.
ولما دعا إبليس ربه أن يؤجل موته، وأجابه: {قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين}.
قال الله عز وجل: {هذا صراطٌ علي مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين ... إنه ليس له سلطانٌ على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون .. }.
6 - وهو يخذل أتباعه ويتخلى في ساعة العسرة عنهم، ويخون عهدهم: {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال (أي: يوم بدر للمشركين من أهل مكة) لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريءٌ منكم إني أرى ما لا ترون}. يعني الملائكة التي نزلت يومئذ لتأييد المؤمنين: {إني أخاف الله}.