{أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما}.
ومثلها: {وإن يمسسك الله بضرٍ فلا كاشف له إلا هو}.
وما يدل على الظروف المؤدية إلى الصلاح أو الفساد، وليست من صنع الانسان كقوله: {ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها}. ومنه الآيات التي جاءت فيها كلمة الهداية بمعنى الدلالة والارشاد، كقوله: {وهديناه النجدين}.
وقوله: {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا}.
الذي ظهر لي: ان أكثر هذه النصوص، تشير إلى الأمور التي تؤثر في صلاح الانسان وفساده بعض التأثير، وليست من صنعه، وقد قدمت القول بأن الله لا يؤاخذ العبد عليها، ولا يمكن أن يجبر الله عبده على أمر بحيث لا يستطيع تركه ثم يعاقبه عليه.
هذه هي النصوص التي وقف عندها أصحاب الفرق المنحرفة، فأساؤوا فهمها، وأخطأوا في تطبيقها، وكان عليهم:
1 - التفريق بين آيات الاخبار عن مشيئة الله، وقدرته، وتصرفه في ملكه، والآيات المتعلقة بالثواب والعقاب.
2 - اعتبار مجموع النصوص لا الوقوف عند افرادها، ومن تتبع مجموع النصوص رأى أن القرآن يثبت للانسان الحرية والارادة، اللتين يترتب عليهما الثواب والعقاب. فيمن يقرأ قوله تعالى عن القرآن: {يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً}.