وفيها ماء، وفيها ظل، وان كان ظلها وماؤها وشجرها، للتعذيب لا للنعيم. ونار الدنيا تحرق من يدخل فيها فيموت، فيستريح من ألمها. وجهنم - نعوذ بالله منها - ألم دائم لأهلها.
{لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها}.
لا تحرق الجلود فتذهبها، ولكن تنضجها، وكلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، وأهلها يعيشون ويفكرون، ويتذكرون ويختصمون. وفي جهنم شجر، ولكنها شجرة الزقوم، التي: {تخرج من أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين}.
وفي جهنم طعام، وأهلها يأكلون، ولكنهم آكلون من ثمر هذه الشجرة الخبيثة: {فمالئون منها البطون ... إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل (عكر الزيت) يغلي في البطون كغلي الحميم}.
وفي جهنم شراب، فيها ماء، ولكنه ماء صديد، يسقى منه الكافر، فهو: {يتجرعه ولا يكاد يسيغه}.
فاذا أكلوا من هذه الشجرة، شربوا بعدها من الحميم، من هذا الماء الذي وصفه القرآن، وهم من شدة عطشهم يشربون منه شرب الهيم، شرب الابل الهائمة العطشى، ثم يصب من فوق رؤوسهم من هذا الحميم.
{يصهر به ما في بطونهم والجلود}.
وفي جهنم ثياب، ولكنها من نار: {فالذين كفروا قطعتْ لهم ثياب من نار}.
وفي جهنم ظل وظلل، ولكنها من نار: {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} {انه ظلٌ من