طيرٍ مما يشتهون ... في سدرٍ مخضودٍ وطلحٍ منضود وظل ممدودٍ وفاكهة كثيرةٍ لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرشٍ مرفوعة ... لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً ودانيةً عليهم ظلالها وذُللت قطوفها تذليلاً ... تعرف في وجوههم نضرة النعيم}.
فوجوههم "ناعمةٌ لسعيها راضية" ..
يقصدون من أركان الجنة حيث شاؤوا، يتقابلون فيها ويتحدثون. {تحيتهم فيها سلامٌ}.
لا يقولون الا خيرا.
{وهدوا إلى الطيب من القول ... واقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا انا كنا قبل في أهلنا مشفقين (خائفين من دخول النار) فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم}.
وهذا: من ثمرة الدعاء والاستغفار.
{انا كنا من قبل ندعوه إنه هو البرُّ الرحيم}.
فاذا تحدثوا تذكروا في أحاديثهم أيام الدنيا، وأحوال أهلها، وما كان من أمرهم فيها، وما انتهوا اليه في الآخرة.
{قال قائل منهم انه كان لي قرينٌ يقول (ساخراً معانداً) أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون قال (أي المؤمن في الجنة لاخوانه فيها) هل أنتم مطلعون}.
على أهل النار لتروه فيها؟ ودل ذلك على أنهم يستطيعون الاطلاع عليهم. {فاطلع فرآه في سواء الجحيم}.
قال له (وهذا وما يأتي بعده يدل على أن أهل الجنة وأهل النار يتبادلون الحوار):
{تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين}. ويمنّ عليهم ربهم بالحور العين، يزوجهم بهن.