الانسان ينسى الموت، ولكن المؤمن يذكره دائماً، ويكون أبدا على استعداد لاستقباله، يستعد بالتوبة والاستغفار ورد الحقوق، كلما أصبح وكلما أمسى حاسب نفسه. فشكر الله عما وفقه اليه من خير، واستغفره مما وقع منه من شر، يذكر الآخرة، ويخاف يوما تتقلب فيه الوجوه والابصار. يخشى ما بعد الموت من العذاب، ويرجو ما بعده من المكافأة، ويستعين على ذلك بالصبر والصلاة، وفعل الخير ابتغاء رضا الله، واحتسابا لما عنده.
الإيمان باليوم الآخر
تأمل قوله تعالى {فلولا اذا بلغت} أي الروح (الحلقوم) وجاءت ساعة الموت التي لا مهرب منها (وأنتم حينئذ) تحفون بالمحتضر الحبيب اليكم، العزيز عليكم (تنظرون) تظهرون العاطفة، تستنجدون الطب، تبذلون الجهد، تعانقونه تحدبون عليه (ونحن أقرب اليه منكم ولكن لا بتصرون) لأن حواسكم لا تدرك الا عالم المادة، وقد أوشك أن يدخل عالم ما وراءها (فلولا ان كنتم غير مدينين) - كما تزعمون - وغير خاضعين لرب الكون ومالكه وكان لكم شيء من الأمر (ترجعونها ان كنتم صادقين) تردون الروح الى الجسد بعدما خرجت منه، تسخرون لذلك عقولكم وعلومكم وأموالكم فان لم تستطيعوا، فلم لا تقرون بأن لهذا الكون ربا، مالكا لكم، هو أحياكم وهو يميتكم وهو بعد ذلك يحييكم؟.
الإيمان باليوم الآخر
قرأت لبعض الملحدين فصلا يسألون فيه ساخرين، يقولون: "اذا كان يموت في لحظة واحدة ميت في اميركا وميت في الصين، فكيف يقبض ملك الموت روحيهما؟ ... ".
والجواب (اولا): ان مثل مثل الملك بالنسبة لأرضنا، كمثل أحدنا لو انحنى على قربة فيها آلاف النمل، أو كأس فيها ملايين الجراثيم، بل ان الملك من الملائكة أكبر من ذلك بالنسبة الينا، وما كرتنا الأرضية في كفه الا كحبة قمح في كف واحد من البشر .. هذه واحدة.