علق أحد الباحثين حول هذا الموضوع بالقول: " وكثير من القصائد التي أوردها ابن إسحاق وخاصة التي تتصل بحوادث المدينة، لا يوجد ما يدعو إلى الشك في صحتها، لأنها كانت معروفة لدى علماء الشعر في عصر ابن هشام بأنها صحيحة، أما القصائد الأخرى التي يحيط بها الشك لم يكن ابن إسحاق يتمسك بصحتها، ولم يقم بالبحث في توثيقها، إذ لم يكن له علم بالشعر- على حد قوله- فهو استشهد بهذه الأشعار على قدر ظهورها له جديرة بالاستشهاد لأنها تنفع في تزيين القصة، ولأن إدخال القصائد في الأخبار النثرية كان من الأمور المتبعة في الفن المأثور القديم عن القصاص العرب" (?) .

ثمن أحد الباحثين نزاهة ابن إسحاق وموضوعيته في إيراد أشعار المشركين التي قيلت ضد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من دون حرج حتى وإن كان فيها مساس لشخصه الكريم (?) ، إذ اعتمد في هذا الرأي على مقالة ابن هشام التي استهل بها كتابه: " وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب ... أشعار ذكرها لم أر أحدا من أهل العلم يعرفها وأشياء بعضها يشنع الحديث به وبعضا يسوء بعض الناس ذكره وبعضا لم يقر لنا البكائي في روايته" (?) .

وقام- لأجل ذلك- باحث آخر بالتفتيش عن هذه الاشعار وعقد مقارنة بين ما قاله الشعراء المسلمون في الرد على خصومهم في ز من الرسالة وما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015