(ت 231 هـ) من هؤلاء الذين شنوا هذه الحملة على الشعر الذي ورد في سيرة ابن إسحاق، حيث وصفه بالقول: " وكان ممن افسد الشعر وهجنه، وحمل كل غثاء منه محمد بن إسحاق بن يسار ... وكان من علماء الناس بالسير ...

فكتب في السير أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعرا قط، وأشعار النساء فضلا عن الرجال" (?) ، ونقل الجمحي أيضا رواية ذكر فيها أن أحد العميان من الذين يحفظون الشعر قد سمع الشعر الذي نقله ابن إسحاق فقال: " فلو كان الشعر مثلما وضع لابن إسحاق ... ما كانت إليه حاجة ولا فيه دليل" (?) وأكد ابن النديم (ت 381 هـ) أن ابن إسحاق كانت تعمل له الأشعار ويؤتى بها ويسأل أن يدخلها في كتابه فيفعل (?) .

دفع هذا العامل ابن هشام إلى أن يقوم برفع الشعر الموضوع والتنبيه على الباقي من حيث صحته أو ضعفه أو خلله إذ يقول: " واني تارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيه ذكر ... ، لما ذكرت من الاختصار وأشعارا ذكرها لم أر أحدا من أهل العلم يعرفها ... " (?) .

اعترف ابن إسحاق بهذا الخلل الموجود في الأشعار التي نقلها مبينا سبب ذلك إلى أنه لا علم له بالشعر المنحول والمصنوع وغيره وإنما يؤتى به فيحمله في سيرته (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015