ويقول صالح جودت معبرًا لصاحبته عن الظمأ الذي يعانيه، واللهفة إلى الري الذي يطمع فيه:

أجل ظمآن يا ليلى ... وماء الحب في نهرك

خذيني في ذراعيك ... وضميني إلى صدرك

دعيني أشرب النور الذي ... ينساب في شعرك

وروى لهفة الظمآ ... ن بالقبلة من ثغرك

هبيني ليلة أثمل ... يا ليلاي من خمرك1

ومع هذا كان شعراء هذا الاتجاه يجلون المرأة ويكبرونها، وكانوا يغفرون زلاتها ويلتمسون الأعذار لآثامها، حتى ولو كانت ممن فرضت عليهن الظروف القاسية أن يحيين حياة الليل، أو يخضن خوضًا في الوحل.

فهذا علي محمود طه يقول عن مغنية دخل مخدعها ذات مساء:

فمضت في عتابها: كيف لم ند ... ر بما برحت بك الأتراح

إن أسأنا إليه فاليوم نجزيك ... بما ذقته رضى وسماح

ولك الليلة التي جمعتنا ... فاغتنمها حتى يلوح الصباح

قلت: حسبي من الربيع شذاه ... ولعيني زهره اللماح

نحن طير الخيال والحسن روض ... كلنا فيه بلبل صداح

بليت في هواه منا قلوب ... وأصابت خلودها الأرواح2

وهذا إبراهيم ناجي يقول لراقصة رآها في مرقص ذات ليلة، ثم جمعهما لقاء في الليلة التالية:

لا تكتمي في الصدر أسرارا ... وتحدثي كيف الأسى شاء

أنا لا أرى إثمًا ولا عارا ... لكن أرى امرأة وبأساء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015