سموت كأنني أمضي ... إلى رب يناديني

فلا قلبي من الأرض ... ولا جسدي من الطين

سموت ودق إحساسي ... وجزت عوالم البشر

نسيت ضغائن الناس ... غفرت إساءة القد1

ومن ذلك أيضًا قول أبي شادي:

أمانًا أيها الحب ... سلامًا أيها الآسي

أتيت إليك مشتفيًا ... فرارًا من أذى الناس

حنانك أيها الداعي ... فأنت مليك أنفاسي

فررت وحولي الدنيا ... تحارب كل إحساسي2

وكان بعض الشعراء يكلف بالمرأة روحًا ووجدًا وعذابًا، وبعضهم يهيم بها جسدًا ومتعة ونعيمًا، ومن النوع الأول إبراهيم ناجي والهمشري، ومن النوع الثاني علي محمود طه، وصالح جودت، يقول ناجي واصفًا لصاحبته بعض ما يعاني من وحدة وجوى، وخداع وهم وخيبة أمل:

كم مرة يا حبيبي ... والليل يغشى البرايا

أهيم وحدي وما في الظـ ... ـلام شاك سوايا

أصير الدمع لحنًا ... وأجعل الشعر نايا

يشدو ويشدو حزينًا ... مرددًا شكوايا

مستعطفًا من طوينا ... على هواه الطوايا

حتى يلوح خيال ... عرفته في صبايا

يدنو إلي وتدنو ... من ثغره شفتايا

إذا بحلمي تلاشى ... واستيقظت عينابا

ورحت أصغي وأصغي ... لم ألفِ إلا صدايا3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015