أفديك باكية وجازعة ... قد لفها في ثوبه الغسق
ودعتها شمسًا مودعة ... ذهبت وعندي الجرح والشفق
تمضي وتجهل كيف أكبرها ... إذ تختفي في حالك الظلم
روحًا إذا أثمت يطهرها ... ناران؛ نار الصبر والألم1
بل هذا صالح جودت يصف تجربة له مع بغي، هزته مأساتها فأنسته كل ما لجسدها من مفاتن، وكل ما يمكن أن يثير من رغبات، وراح يدافع عنها وينتصف لها، ويحمل المجتمع الظالم كل ما يتناثر حولها من آثام:
وقفت بالباب في ثوب رقيق ... تفتح الباب لقطاع الطريق
ثم قالت: مرحبًا يا مرحبًا ... بأخي اللذات أهلا بالعشيق
قلت: لا أبغي متاعًا ليس لي ... جنبيه، ما أنا إلا صديق
خبريني يا ابنتي أنت التي ... لقيت في خدرها ألفي عشيق
هل وجدت الرفق فيهم ساعة ... هل وجدت الطاهر القلب الرفيق
يا إلهي، كيف أعددت لها ... بعد دنياها عذابًا؟ هل تطيق؟!
أشقى الدهر يشقى بعده ... وهو بالرحمة في الأخرى خليق!! 2
وأخيرًا هذا محمود حسن إسماعيل3 يقول على لسان واحدة من بائعات