وإنك لتجد الزحام حول تلك القبور واختلاط الرجال بالنساء، وبكاء الكثيرين وصراخهم وعويلهم ودوي أدعيتهم.
كما تجد كثيراً من مدعي العلم ومروجي الضلال يحسنون لهم تلك الأعمال ويحضونهم على تلك المنكرات يبتغون بذلك عرض الحياة الدنيا. وقد أتى العوام هذه الشركيات والبدع والضلالات، باعتقاد أنها من صميم الدين، وأنها تقربهم إلى رب العالمين، لكونهم مخدوعين بدعايات أدعياء العلم ورؤساء الضلال، وسدنة الضرائح. والويل كل الويل لمن أنكر عليهم وبين لهم أن هذه الأعمال ليست من الدين بشيء، بل تنافيه، والدين منها بريء، وأن الواجب عليهم أن يُفردوا ربّهم بهذه العبادات التي يتقربون بها إلى هؤلاء الأموات، الذين لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا حياةً ولا موتاً ولا نشوراً فضلًا عن أن يملكوا ذلك لغيرهم.
فالعلماء إزاء هذه البدع والشركيات أصناف ثلاثة:
صنف يؤيد تلك البدع والخزعبلات ويدعو إليها، وقد يكتب وينشر في تأييد مذهبه، جهلاً أو طلبا لمصلحة دنيوية.