العظيم خالق الأنام ومدبر أمورهم، وأخذوا يتقربون إلى قبور الأنبياء والصالحين، وإلى الأشجار والغيران المنسوبة إليهم بأنواع النذور والدعوات لكشف ضر نزل بهم، أو طلب حاجة لهم، مما ليس في قدرة أحد إلا رب العالمين، وطافوا بالأوثان الجديدة والقديمة كما يطاف بالكعبة المعظمة، وشدّوا الرحال من الأماكن الشاسعة بقصد الحج لتلك المزارات البدعية، وأوقفوا الأموال الطائلة على تلك العتبات المقدسة عندهم حتى لتجتمع في خزائن بعض المقبورين أموال طائلة يتقاسمها القائمون عليها، ورحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم؛ لقد قال:
أحياؤنا لا يرزقون بدرهم ... وبألف ألفٍ ترزق الأموات
مَنْ لي بحظ النائمين بحفرة ... قامت على أعتابها الصلوات
يسعى الأنام لها ويجري حولها ... بحر النذور وتُقرأ الآيات
ويقال هذا الباب باب المصطفى ... ووسيلة تقضى بها الحاجات