وصنف يعرف الحق، وأن ما عليه جمهور الناس باطل وضلال، لكنه يساير العامة وأشباههم، خوفاً أو طمعاً.
وصنف ينكر ذلك ويدعو الناس إلى ترك تلك المحدثات ويرشدهم إلى التوحيد والتمسك بالسنة المطهرة، وقليل ما هم.
وبالرغم من كثرة المؤلفات في هذا العصر، وانتشار التعليم والثقافة وكثرة المتعلمين والدعاة، فإن أكثرهم لم يهتموا بعلم التوحيد، لا سيما توحيد الألوهية. لأن مقاومة النفس والشيطان لمنهج الحق أعظم منها لما دونه.
لهذا رأيت أن الحاجة ماسة إلى وضع رسالة في بيان أقسام التوحيد، وبسط الكلام على توحيد الألوهية معززاً بالأدلة من القرآن الكريم وأحاديث الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم الصحيحة أو الحسنة ودفع شبه المبتدعة، لعل الله ينفع بها عباده، وهذه هي دعوة الرسل سواء كثر المستجيبون أو قلّوا.
ولكن كثرة الشواغل لم تقو العزم حتى زارنا الشيخ عبد الحميد البكري السيلاني، الداعي لتوحيد الله وإفراده بالعبادة، والتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، والمحارب للبدع