الحي الذي لا يموت، ومَن بيده ملكوت كل شيء. واخترعوا حكايات وكرامات مختلفة لا تمتّ إلى الصحة بسبب، وأنشدوا قصائد تطفح بالاستغاثات والنداءات التي لا تصلح إلا لخالق الأرض والسماوات.
وألفوا كتبا تدعو إلى عبادة الأنبياء والصالحين، سبكت في قالب حب الأنبياء والأولياء، وأنهم هم الشفعاء لنا عند الله، والواسطة بيننا وبينه تعالى. وعززوا أباطيلهم بأحاديث موضوعة، وبأقيسة فاسدة، وبما لا يدل على مطلبهم من آية أو حديث صحيح كما سترى في هذه الرسالة إِن شاء الله تعالى.
وعم هذا الداء الوبيل سائر الأقطار الإسلامية، ولم يسلم منه إلّا القليل من عباد الله الصالحين والعلماء العاملين الذين عرفوا التوحيد الذي جاء به الأنبياء والمرسلون. وصانوه من كل شبهة وبدعة، وقد حفظ الله تعالى الأقطار الإسلامية في جزيرة العرب من أوثان الأضرحة والمقامات والمشاهد والمزارات لتكون قدوة للمسلمين. وانتشرت دعاية الشيطان للوثنية الجديدة، ونشط لها المبشرون بالضلال وعبادة غير ذي الجلال؛ فانخدع بها أكثر المسلمين كما انخدع بها مَنْ قبلهم، وانصرفوا عن توحيد الإله