الْأَصْمَعِي كَانَ يروي الْبَيْت الثَّانِي (كَانَ طمية المجيمر غدْوَة) وَبهَا رَوَاهُ الْمُؤلف فِي مَادَّة (ط م و - ج 19 ص 239) .
(تَتِمَّة) مثل هَذَا التلفيق من شعر شَاعِر وَاحِد سَائِغ للمصنفين على مَا ذكر ويفعلونه قصد السَّبَب من الْأَسْبَاب الْآتِي بَيَانهَا. قَالَ الْعَلامَة الْبَغْدَادِيّ فِي شرح شَوَاهِد شرح التُّحْفَة الوردية لناظمها الْعَلامَة زين الدّين عمر بن الوردي عِنْد الْكَلَام على قَول الشَّاعِر
(وَذكر ضت تقتد برد مَائِهَا ... وعتك الْبَوْل على أنسائها)
إِنَّه من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ وَإنَّهُ مركب من بَيْتَيْنِ ثمَّ قَالَ بعد أَن أورد الرجز الَّذِي مِنْهُ البيتان مَا نَصه " وَاعْلَم أَن مثل هَذَا يُقَال لَهُ تركيب بَيت من بَيْتَيْنِ وَهُوَ شَائِع عِنْد المصنفين فِي الاستشهاد يَفْعَلُونَهُ قصدا إِمَّا لِأَن الْمَعْنى متفرق فِي أَبْيَات وَإِمَّا لِأَن فِي أحد المصراعين قلاقة معنى أَو لُغَة وَإِمَّا لغير ذَلِك فيحتضرونه أَو ينتخبونه كَمَا فعل سِيبَوَيْهٍ هُنَا وكما صنع الْجَوْهَرِي فِي قَول أبي وجزة أَيْضا وَتَبعهُ الرضى
(العاطفون تحين مَا من عاطف ... والمطعمون زمَان أبن الْمطعم)
وكما فعل الْمبرد فِي شعر الجميح الْأَسدي وَقيل الْجَوْهَرِي وَتَبعهُ أَكثر النَّحْوِيين مِنْهُم ابْن هِشَام فِي الْمَعْنى
(حاشا أَبَا ثَوْبَان إِن بِهِ ... ضنا على الملحاة والشتم)
وَأَصله
(حاشا أَبَا ثَوْبَان إِن أَبَا ... ثَوْبَان لَيْسَ ببكمة فدم)
(عَمْرو بن عبد الله إِن بِهِ ... ضنا على الملحاة والشتم)