قَالَ بن بري يَقُول تأبى هَذِه الْفرس أَن تدر لَك بِمَا عِنْدهم من جرى إِذا استغضبتها لِأَن الْفرس الْجواد إِذا أَعْطَاك مَا عِنْده من الجري عفوا فأكرهته على الزِّيَادَة حَملته عزة النَّفس على ترك الْعَدو يَقُول هَذِه تأبى بدرتها عِنْد أكراهها وَلَا تأبى الْعرق " انْتهى. وَقد عابه عَلَيْهِ الآمدى فِي الموازنة وَأَبُو هِلَال فِي الصناعتين فَقَالَ الأول جعلهَا حروناً إِذا حركت قَامَت وَقَالَ الثَّانِي مَا وصف أحد الْفرس بترك الإنبعاث إِذا حركت غير أبي ذُؤَيْب. وَذكر السكرى فِي شرح الدِّيوَان أقوالاً كَثِيرَة فِي الْبَيْت لأئمة الْأَدَب بَين عائب ومنتصر وَكلهَا مَبْنِيَّة على رِوَايَة (تأبى) بِالْمُوَحَّدَةِ. بل من ينعم النّظر فِي سِيَاق الْبَيْت وَمَا فِيهِ من الِاسْتِثْنَاء يظْهر لَهُ مِنْهُ مَا يُؤَيّد هَذِه الرِّوَايَة.

(وَفِي مَادَّة - د وم - ج 15 ص 106) روى للمتلمس فِي عَمْرو ابْن هِنْد:

(أَلَك السدير وبارق ... ومرابض وَلَك الخورنق)

(وَالْقصر ذُو الشرفات من ... سنداد وَالنَّخْل المنبق)

(وتظل فِي دوامة الْمَوْلُود ... تطلمها تحرق)

وروى (تطلمها) بِالطَّاءِ الْمُهْملَة وبالبناء للْفَاعِل (وَتحرق) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول وَالصَّوَاب (يظلمها) بالظاء الْمُعْجَمَة وبالبناء للْمَفْعُول و (تحرق) بِثَلَاث فتحات وَأَصله (تتحرق) وَالْمعْنَى على مَا فِي شرح الدِّيوَان أتكون لَك هَذِه الدُّنْيَا وَهَذِه الْقُصُور وَأَنت إِذا ظلم ابْنك وَأخذت مِنْهُ دوامة تتحرق أَي تلتهب غَضبا.

والدوامة فلكة من خشب تلف بسير أَو خيط ثمَّ ترمى على الأَرْض فتدور وَهِي الْمُسَمَّاة عِنْد مصر الْآن (بالنحلة)

وَفِي مَادَّة - س ل م - ج 15 ص 189) روى لبَعْضهِم:

(ذَاك خليلي وَذُو يعاتبني ... يرْمى ورائي بأمسهم وامسلمه)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015