فَإِن أهملوا فَلِكُل بُرْهَة تمْضِي من زمانهم تَأْثِير فِي استحكام فسادهم حَتَّى يُفْضِي إِلَى غَايَة لَا تستدرك لِأَن حسم مَا استحكم مُتَعَذر مستبعد
وَسبب هَذَا الْفساد وَاحِد من ثَلَاثَة أَسبَاب
إِمَّا أَن يكون لتقصير بهم فيستدرك بالتوفر عَلَيْهِم
وَإِمَّا أَن يكون لعدوان عَلَيْهِم فيستدرك بالكف عَنْهُم
وَإِمَّا أَن يكون لمفسد أطمعهم فَهُوَ أخبثها لِأَن الطمع مصائل للعقول ومفسدة للقلوب
فَإِن لم يصده حزم أَو حذر خبثت بِهِ السرائر فهيج من النُّفُوس سواكنها وأبرز من الْقُلُوب كوامنها وَصَارَ كأجيج النَّار فِي يَابِس الْحَطب
وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ
(استعيذوا بِاللَّه من طمع يُؤَدِّي إِلَى طبع)