الدّفع عَن الدّين بِالْملكِ
وَكتب حَكِيم الرّوم إِلَى الْإِسْكَنْدَر
إدفع عَن دينك بملكك وَلَا تدفع بِدينِك عَن ملكك وصير دنياك وقاية لآخرتك وَلَا تصير آخرتك وقاية لدنياك
وَكَيف يَرْجُو من تظاهر بإهمال الدّين استقامة ملك وَصَلَاح حَال وَقد صَار أعوان دولته أضدادها وَسَائِر رَعيته أعداءها مَعَ قبح أَثَره وَشدَّة ضَرَره وَبِذَلِك قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(إِنَّكُم ستحرصون على الْإِمَارَة ثمَّ تكون حسرة وندامة يَوْم الْقِيَامَة فنعمت الْمُرضعَة وبئست الفاطمة) 151
وَقد قيل
الْملك خَليفَة الله فِي بِلَاده وَلنْ يَسْتَقِيم أَمر خِلَافَته مَعَ مُخَالفَته
فالسعيد من وقى الدّين بِملكه وَلم يُوقَ الْملك بِدِينِهِ وأحيى السّنة بعدله وَلم يمتها بجوره وحرس الرّعية بتدبيره وَلم يَضَعهَا بتدميره ليَكُون لقواعد ملكه موطدا ولأساس دولته مشيدا ولأمر الله فِي بِلَاده ممتثلا فَلَنْ يعجز الله استقامة الدّين عَن سياسة الْملك وتدبير الرعايا 152
ثمَّ أَقُول
إِن قَوَاعِد الْملك مُسْتَقِرَّة على أَمريْن
تأسيس
وسياسة