قال مسلم في صحيحه: «حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه أبي السليل بن نفير، عن أبي حسان ـ وهو خالد بن علان ـ، قال: قلت لأبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: إنه قد مات لي ابنان، فما أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث يطيب أنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم، قال: صغارهم دعاميص الجنة، فيلقى أحدهم أباه ـ أو قال: أبويه ـ بثوبه ـ أو قال: بيده ـ كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا يتناهى ـ أو قال ينتهي ـ حتى يدخله وإياه الجنة» ورواه الإمام أحمد.
«أما قوله صلى الله عليه وسلم: صغارهم دعاميص الجنة» هو بالدال والعين والصاد المهملات، وأحدهم دعموص، بضم الدال أي صغار أهل الجنة.
قال الشاعر:
إذا التقى البحران عم الدعمو ...
... ص نفى أن يسبح أو يغوص
وأصل الدعموص: دويبة تكون في الماء لا تفارقه، أي هذا الصغير في الجنة لا يفارقها.
وأما قوله: صنفة ثوبك هي بفتح الصاد وكسر النون، وهي طرفه، ويقال لها أيضاً: صنيفة.
«وأما قوله: فلا يتناهى ـ أو قال ينتهي ـ حتى يدخله الله وإياه الجنة» : يتناهى وينتهي بمعنى واحد، أي لا يتركه والله تعالى أعلم.
وقال أبو يعلى الموصلي: «حدثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا ابن فضيل، ثنا بشير بن مهاجر، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الأنصار ويعودهم ويسأل عنهم، فبلغه أن امرأة من الإنصار، مات ابن لها فجزعت عليه، فأتاها، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقوى الله عز وجل والصبر.
قالت: يا رسول الله، إني امرأة رقوب لا ألد، ولم يكن لي ولد غيره.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرقوب التي يبقى ولدها، ثم قال: ما من امرىء مسلم، ولا امرأة مسلمة، يموت لها ثلاثة من