في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي في النميمة، ثم دعا بجريدة رطبة فشقها نصفين، فقال: لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا» .
«رواه أبو داود الطيالسي، لكن قال فيه: أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس» وباقيه كما ذكرته.
«وثبت في صحيح مسلم في حديث طويل، قال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ثم قال: تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال: تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر، قال: تعوذوا بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن» الحديث.
وفي صحيح مسلم أيضاً، وجميع السنن، «عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير، فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال» .
وفي الصحيحين: «عن أبي أيوب، خرج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وجبت الشمس، فسمع صوتاً، فقال: يهود تعذب في قبورها» .
وفي صحيح البخاري ومسلم: «عن عائشة، قالت: دخلت على عجوز من يهود المدينة، فقالت: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، قالت فكذبتها ولم أنعم أن أصدقها، فخرجت، ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله إن عجوز من عجائز يهود أهل المدينة، دخلت فزعمت أن أهل القبور يعذبون في قبورهم! فقال: صدقت، إنهم يعذبون عذاباً يسمعه البهائم كلها قالت: فما رأيته بعد في صلاته إلا أن يتعوذ من عذاب القبر» .
قال بعض أهل العلم: ولهذا السبب، يذهب الناس بالخيل إذا مغلت إلى قبور اليهود والنصارى، فإذا سمعت الخيل عذاب القبر، أحدث لها ذلك فزعاً وحرارة تذهب بالمغل.