كلها لله وأن العبد نفسه أولى بالتقصير والذم والعيب والظلم والحاجة، ـ وكلما ازداد شهوده لذله ونقصه وعيبه وفقره ازداد شهوداً لعزة الله وكماله -وحده -غناه.
ومنها: أن يعلم بره - سبحانه -فى ستره عليه حال ارتكاب المعصية مع كمال رؤيته له ولو شاء لفضحه بين خلقه، ومنها مشاهد حلم الله عز وجل فى إمهال راكب الخطيئة ولو شاء لعاجله بالعقوبة فيحدث له معرفة ربه - سبحانه -باسمه " الحليم ".
ومنها: معرفة فضل الله فى مغفرته فإن المغفرة فضل من الله وإلا فلو أخذك بمحض حقه كان عادلا محموداً وإنماعفوه بفضله لا باستحقاقك فيوجب له ذلك شكراً ومحبة وإنابة ومعرفة باسمه " الغفار ".
ومنها: أن يكمل لعبده مراتب الذل والخضوع والانكسار والافتقار وهى أربعة مراتب:
المرتبة الأولى: ذل الحاجة والفقر، وهذه عامة فى جميعالخلق.
المرتبة الثانية: ذل الطاعة والعبودية، وهو خاص لأهل طاعته.
المرتبة الثالثة: ذل المحبة فالمحب ذليل بالذات وعلى قدرمحبته يكون ذله.
المرتبة الرابعة: ذل المعصية والجناية وحقيقة ذلك هو الفقر.
فإذا اجتمعت هذه المراتب الأربع كان الذل لله والخضوع له أكمل وأتم.
ومنها: أن اسم " الرزّاق " يقتضى مرزوقاً، و " السميع البصير" يقتضى مسموعاً ومبصرا، كذلك أسماء " الغفور، العفو، التواب" يقتضى من يغفر له ويتوب عليه ويعفو عنه، ويستحيل تعطيل هذه الأسماء والصفات.
وقد أشار إلى هذا أعلم الخلق بالله - صلى الله عليه وسلم - حيث