يقول: " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر لهم " (?)
ومن أسرارها: ما ورد فى الصحيحين من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته أرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع فى ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ يخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدى، وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح " (?).
فما الظن بمحبوب لك تحبه حباً شديداً وأسره عدوك وحال بينك وبينه وأن تتعلم أن العدو سيسومه سوء العذاب ويعرضه لأنواع الهلاك وأنت أولى به منه وهو غرسك وتربيتك ثم إنه انفلت من عدوه ووافاك على غير ميعاد فلم يفاجئك إلا وهوعلى بابك يتملقك ويترضاك ويمرغ خديه على تراب أعتابك فكيف يكون فرحك به وقد اختصصته لنفسك ورضيته لقربك وآثرته على ما سواه، هذا ولست الذى أوجدته وخلقته وأسبغت عليه نعمك والله عز وجل هوالذى أوجد عبده وخلقه وأسبغ عليه نعمته وهو يحب أن يتمها عليه.
وإلى هننا انتهى ما تيسر لنا جمعه وترتيبه، والله نسأل أن يكون القبول نصيبه وأن يرزقنا يوم القيامة بره وذخره إنه على ما يشاء قدير وبالإبجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.