والضالين.
وشرائط التوبة ثلاثة: إذا كان الذنب فى حق الله عز وجل.
وهى: " الندم " و " الاقلاع"، و " العزم على عدم العودة ".
فأما الندم فإنه لا تتحقق التوبة إلا به إذ من لم يندم على القبيح فذلك دليل على رضائه به وإصراره عليه، وفى المسند: "الندم توبة ".
واما " الإقلاع" فتستحيل التوبة مع مباشرة الذنب.
والشرط الثالث: هو: " العزم على عدم العودة " ويعتمد أساساً على اخلاص هذا العزم والصدق فيه، وشرط بعض العلماء عدم معاودة الذنب وقال: متى عاد إليه تبينّا أن التوبة كانت باطلة غير صحيحة والأكثرون على أن ذلك ليس شرطاً، أما إذا كان الشرط متضمناً لحق آدمى فعلى التائب أن يصلح ما أفسد، أو يسترضى من أخطأ فى حقه، لما ثبت (?) عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من كان لأخيه عنده مظلمة من مال، وعرض فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات". (?)
فهذا الذنب يتضمن حقين: حق الله وحق الآدمى، فالتوبة منه بتحلل الآدمى لأجل حقه، والندم فيما بينه وبين الله لأجل حقه.
وهناك بعض التوبات الخاصة نذكر منها بعون الله تعالى ما يلى: إذا كانت المظلمة بقدح فى الآدمى بغيبة، أو بقذف، فهل يُشترط إعلامه؟
مذهب أبى حنيفة، ومالك اشترطوا الإعلام، واحتجوا بالحديث السابق، والقول الآخر: أنه لايشترط الإعلام، بل يكفى توبته بينه وبين الله، وأن يذكر المغتاب أو المقذوف فى مواضع غيبته، أو قذفه بضد ما ذكره به،