قضية استدلاليه، إلى واقع مشاهد في أذهان المسلمين.
وذلك لأن تعدد الصور التاريخية التي ساقتها القصة لإحياء الله لبعض الموتى والمقتولين، ولتحويل الجمادات إلى أحياء، كل ذلك مهد لإقناع العقل، وإشباع المخيلة.
فؤاد: نود ذكر بعض الأمثلة!
عارف: في قصة موسى - عليه السلام - عدة نماذج لهذا الأمر.
فعصا موسى (وهي جماد) حولها الله إلى حية تسعى.
لها عينان تبصران، وأذنان تسمعان، وفم يلقف ما يأفكون.
والحوت الذي أعده غلام موسى للطعام، ثم اتخذ سبيله في البحر سرباً.
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} الكهف (16) .
وفي قصة موسى أيضاً يأتي خبر الرجل الذي قتله بنو إسرائيل، وجهلوا قاتله، فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة وأن يضربوه ببعضها، فأحياه الله وأخبر عن قاتله.
قال تعالى: - {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} البقرة (73) .