- مسامرات الظريف بحسن التعريف لمحمد السنوسي 110 - 114.
- المؤنس 317.
- الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 303 - 304.
- المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) 39 - 40.
* * *
علي بن عبد العزيز بن علي البلهوان (?) الزعيم والمناضل السياسي والخطيب والكاتب الصحفي المفكر، شخصية من ألمع الشخصيات التونسية سياسيا وفكريا في العصر الحديث، ذات مواهب خصبة وجوانب متعددة.
كان خطيبا ساحرا يرتجل الخطب الطويلة باللغة الفصحى المبسطة التي لا تعلو عن أذهان الجماهير بدون أن يتلعثم أو يكرر المعاني بألفاظ مختلفة، في لهجة حماسية مؤثرة ونبرة قوية تمتلك القلوب. وهو كاتب مشرق الأسلوب، قوي البيان لا يميل إلى الاستطراد، منتظم التفكير وهو محاضر بارع يتحدث في المشاكل الفلسفية، يشد إليه الانتباه بغزارة معارفه وسعة اطلاعه ولا يغفل عن التلميح إلى مظالم الاستعمار ومساوئه وصمود الحركة الوطنية في نضالها، ودأبها في فضح ألاعيبه ودسائسه، وهو في خطبه صاحب شجاعة أدبية لا يرهب ولا يستخذي بل يرسل كلماته مجلجلة مدوية، غير هياب ولا وجل ولو في الظروف العصيبة الحرجة.
ولد بتونس في 13 أفريل وتلقّى تعليمه في الكتاب حيث حفظ القرآن وأخذ مبادئ الكتابة وفي سنة 1334/ 1917 التحق بمدرسة خير الدين الابتدائية ومكث بها سبع سنوات خرج منها على أثرها محرزا على الشهادة الابتدائية، ثم دخل المدرسة الصادقية في أكتوبر 1924 ولبث بها سبع سنوات إلى أن خرج محرزا على شهادة الديبلوم في عام 1350/ 1931 ثم سافر إلى باريس لمواصلة دراسته فالتحق بكلية الآداب بجامعة السربون وتابع دراسة الآداب العربية والفلسفية بداية من سنة 1932 وتخرّج منها محرزا على الإجازة وفي مدة إقامته بباريس كان نشاطه موزعا بين الإقبال على الدراسة والنشاط السياسي، فقد انخرط في منظمة نجم الشمال الأفريقي، وقدّم لها خدمات جلّى، وعمل في جمعية طلبة شمال أفريقيا ومعنى هذا أنه كان منذ تلك الفترة مؤمنا بوحدة أقطار المغرب العربي، وأن لها مصيرا واحدا رغما عن سياسة الاستعمار في تجزئتها وأمله في البقاء في هذه الأقطار.