نَبْرَأَهَا} (?) فثقل على يزيد أن تمثل ببيت، وتلا علي آية فقال: بل {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (?) فقال: أما والله لو رآنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مغلولين لأحب أن يخلينا. قال: صدقت، خلوهم. قال: ولو وقفنا
على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بعد لأحب أن يقربنا. قال: صدقت، قربوهم.
فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لتريا رأس [الحسين] (?) أبيهما،
وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستره عنهما، ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح
إليهم، وأخرجوا إلى المدينة.
وقال كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن أبي زياد
قال: لما أُتي يزيد بن معاوية برأس الحسين جعل ينكت بمخصره معه سِنَّه،
ويقول: ما كنت أظن أبا عبد الله بلغ هذا السن، وإذا رأسه ولحيته قد
نصل من الخضاب الأسود.
ابن سعد، عن الواقدي والمدائني عن رجالهما أن محفز بن ثعلبة
العائذيَ قدم برأس الحسين على يزيد، فقال: أتيتك يا أمير المؤمنين برأس
أحمق العرب وألأمهم. قال يزيد: ما ولدت أم محفز أحمق وألأم،
لكنه لم يقرأ كتاب الله: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} (?)
الآية، ثم بعث يزيد بالرأس إلى عامله بالمدينة فقال: وددت أنه لم
تبعث به إليَّ، ثم دفنه بالبقيع عند قبر أمه.
وقال عبد الصمد بن سعيد القاضي: ثنا سليمان بن عبد الحميد
البهراني، سمعت أبا أمية الكلاعي، سمعت أبا كربٍ قال: كنت في
القوم الذين توثبوا على الوليد بن يزيد، وكنت فيمن نهب خزانتهم