بدمشق، فأخذت سفطًا (?) وقلت: فيه غنائي فركبت فرسي وجعلته بين

يدي، وخرجت من باب توما، ففتحته فإذا بجريرة فيها رأس مكتوب

عدٍ: هذا رأس الحسين بن علي، فحفرت له بسيفي ودفنته.

وقال أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: ثنا أبي، عن أبيه قال:

أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال: رأيت امرأة من

أعقل الناس وأجملهن يقال لها: ريَّا، حاضنة يزيد بن معاوية، يقال:

بلغت مائة سنة، قالت: دخل رجل على يزيد فقال: يا أمير المؤمنين،

أبشر فقد أمكنك الله من الحسين، وجيء برأسه إليك، ووضع في طست

فأمر الغلام فكشفه، فحين رآه خمر وجهه كأنه يشم منه رائحة، فقلت

لريَّا: أَقَرَعَ ثناياه بقضيب؟ قالت: إي والله.

ثم قال حمزة: وقد كان حدثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين

معلقًا بدمشق ثلاثة أيام.

وحدثتني ريَّا أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان

الخلافة، فبعث فجيء به وقد بقي عظمًا أبيض، فجعله في سَفَط وطيَّبه

وكفنه ودفنه في مقابر السلمين، فلما دخلت المسودة- يعني العباسيين-

سألوا عن موضع الرأس ونبشوه وأخذوه، فالله أعلم ما صنع به.

قال: وقال زهير بن العلاء، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة قال:

قتل الحسين يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وهو ابن أربع

وخمسين سنة، وستة أشهر ونصف.

وقال الليث وأبو معشر الواقدي وجماعة ذلك في وفاته.

وقال بعضهم: يوم السبت، وقيل: يوم الاثنين، وقيل: قتل في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015