فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى هانئ في السوق وابن عقيل

أصابهما أمر الأمير فأصبحا ... أحاديث من يسعى بكل سبيل

أيركبُ أسماءُ الهماليجَ آمنًا ... وقد طَلَبَتْه مَذْحِج بقتيل

وأقبل الحسين- عليه السلام- بكتاب مسلم إليه، حتى إذا كان بينه

وبين القادسية ثلاثة أميال لقيه الحر التميمًي، فقال: ارجع فإني لم أدع

لك خلفي خيرًا. فَهَتمَ أن يرجع وكان معه إخوة مسلم فقالوا: والله [1/ ق

83 1 - 1] لا نرجع حتى نُصيب بثأرنا أو نقتل، فقال: لا خير في الحياة بعدكم.

فسار فلقيه أول خيل عبيد الله، فلما رأى ذلك عدل إلى كربلاء،

وأسند ظهره إلى قصباء حتى لا يُقاتل إلا من وجه واحد، فنزل وضربت

أبنيته وكان أصحابه خمسة وأربعين فارسًا ونحوًا من مائة راجل.

وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه عبيد الله الري، وعهد إليه

فدعاه وقال: اكفني هذا الرجل. قال: اعفني. فابى أن يعفيه، فتوجه

إلى الحسين، فلما أتاه قال الحسين: اختر واحدة من ثلاث: إما أن

تدعوني فالحق بالثغور، وإما أن تدعوني فأذهب إلى يزيد، .وإما أن

تدعوني فأذهب من حيث جئت، فقبل ذلك عمر، وكتب به إلى عبيد

الله، فكتب إليه عبيد الله: لا ولا كرمة حتى يضع يده في يدي. فقال

الحسين: لا، والله لا يكون ذلك أبدًا، فقاتله فقتل أصحابه كلهم وفيهم

بضعة عشر شابًا من أهل بيته، ويجيء سهم فيقع بابن له صغير في

حجره، فجعل يمسح الدم عنه ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا

لينصرونا ثم يقتلوننا، ثم أمر بسراويل حبَرة فلبسها، ثم خرج بسيفه فقاتل

حتى قتل، وقتله رجل من مذحج وحَزَّ رأسه، فانطلق به إلى [عبيد الله

ابن] (?) فلاد فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015