السباع حيًّا إن فارقتك. قال: فأعط ابنك هذه الأثواب يستعين بها في

فداء أخيه. فأعطاه خمسة أثواب ثمنها ألف دينار.

وقال أحمد بن جناب المصيصي: ثنا خالد بن يزيد القسري، ثنا

عمار بن أبي معاوية الذهني قلت لأبي جعفر محمد بن علي: حدثني

بقتل الحسين حتى كأني حضرته فقال: مات معاوية والوليد بن عتبة على

الدينة، فأرسل إلى الحسين ليبايع، فقال: أخرني ورفق به فأخره،

فخرج إلى مكة فأتاه رسل أهل الكوفة أن قد حبسنا أنفسنا عليك [1/ ق

82 1 - 1]، فاقدم علينا، وكان النعمان بن بشير على الكوفة فبعث الحسين ابن

عمه مسلم بن عقيل، فقال له: سر إلى الكوفة فانظر ما كتبوا به إليَّ،

فإن كان حقًّا قدمت إليهم، فخرج مسلم حتى أتى المدينة، فأخذ منها

دليلين، وكتب مسلم إلى الحسين يستعفيه فأبى، وكتب إليه: امض إلى

الكوفة، فخرج حتى قدمها، فنزل على عوسجة، ودَبَّ إليه أهل الكوفة

فبايعه منها اثنا عشر ألفًا، فقام رجل ممن يهوى يزيد إلى النعمان، فقال:

إنك لضعيف قد فسد البلاد. فقال: ما كنت لأهتك سترًا ستره الله.

فكتب بقوله إلى يزيد، فدعا مولى له فاخبره. فقال: ليس للكوفة إلا

عبيد الله بن زياد فولاه. وكان يزيد ساخطًا عليه، وكان قد هم بعزله من

البصرة، فكتب إليه بولاية الكوفة مع البصرة وأن يقتل مسلم بن عقيل،

فأقبل عبيد الله في وجوه أهل البصرة حتى قدم الكوفة متلثمًا، فلم يمر

على مجلس من مجالسهم فيسلم عليهم إلا قالوا: وعليك السلام يا ابن

رسول الله. وهم يظنون أنه الحسين حتى نزل القصر فدعا مولى له

فأعطاه ثلاثة آلاف درهم وقال: اذهب حتى تسأل عن الرجل الذي يبايع

أهل الكوفة فاعلمه أنك من أهل حمص جئت لهذا الأمر، وهذا مال

تدفعه إليه ليقوى به، فخرج وتلطف حتى دُل على شيخ يلي البيعة،

فلقيه فأخبره الخبر، فأدخله على مسلم فأخذ منه المال وبايعه، ورجع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015