من الحَدِّ على قتال أهل الشام، وعلينا أبو العمرطة، فلما جاءنا صلح

الحسن كأنما كُسِرت ظهورنا من الغيظ، فلما قدم الكوفة، قال له سفيان

ابن الليل: السلام عليك يا مُذِلَّ المؤمنين، فقال: لا تقل ذاك يا أبا

عامر، إني كرهت أن أقتلهم على الملك.

وقال عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قلت للحسن:

إنهم يزعمون أنك تريد الخلافة، قال: كانت جماجم العرب بيدي

يسالمون من سالت، ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله،

ثم أبتَزُّها بأتياس الحجاز.

وقال ابن عون، عن عمير بن إسحاق: دخلت أنا ورجل من قريش

على الحسن بن علي، فقام فدخل الخلاء، ثم خرج فقال: لقد لفظتُ

طائفة من كبدي أقلَّبُها بهذا العود، ولقد سُقيت السُّم مرارًا، ما سُقيته

مرة هي أشدُّ من هذه، ثم عدنا من الغد وقد أخذ في السَّوق، فجاء

الحسين فقال: أي أخى، من صاحبك؟ قال: تريد قتله؟ قال: نعم.

قال: لئن كان صاحبي الذي أظن، لله أشد له نقمة، وإن لم يكن ما

أحب أن تقتل بي بريئًا.

وقال الواقدي: حدثني عبد الله بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور

قالتا: سُقي الحسن مرارًا، وفي الآخرة مات، فإنه كان يختلف كَبِده،

فلما مات أقام نساء بني هاشم عليه النوح شهرًا.

وعن عبد الله بن الحسن قال: كان الحسن كثير نكاح النساء، وكُنَّ

قل ما يحظين عنده، وقَلَّ امرأة تزوجها إلا أحبته وصبت به، فيقال أنه

كان سُقي، ثم أفلت، ثم سُقي، ثم كانت الآخرة، فقال الطبيب:

هذا رجل قد قَطَعَ السم أمعاءه.

وقد سمعت بعض من يقول: كان معاوية قد تَلَطَّف لبعض خدمه أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015