يسقيه سُقًا.
وقال أبو عوانة عن مغيرة، عن أم موسى: أن جعدة بنت
الأشعث بن قيس سقت الحسن السم، فاشتكى منه أربعين يومًا.
وقال حصين بن عبد الرحمن، عن أبي حازم: إن الحسن قال
للحسين: ادفنوني عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن تخافوا الدماء فلا، وادفنوني في
مقابر المسلمين، فلما قبض تسلج الحسين وجمع مواليه، فقال له أبو
هريرة: أنشدك الله وصية أخيك؛ فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم
دماء. فلم يزل به حتى رجع ودفن بالبقيع.
وقال سفيان الثوري، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي حازم
قال: "إني لشاهد يوم مات الحسن، فرأيت الحسين يقول لسعيد بن
العاص: تقدم، ويطعن في عُنقه، فلولا أنها سنة ما قدمت، وكان بينهم
شيء، فقال أبو هريرة: أتنفسون على ابن نبيكم بتُربة تدفنونه فيها، وقد
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد
أبغضني" (?).
وعن ثعلبة بن أبي مالك قال: شهدنا دفن الحسن، فلقد رأيت
البقيع ولو طُرحت إبرة ما وقعت إلا على إنسان.
وقال الواقدي وجماعة: توفي سنة تسع وأربعين. زاد بعضهم: في
ربيع الأول. وقيل: مات سنة خمسين، قاله المدائني وجماعة، وهما
قولان مشهوران، وغلط من قال: سنة إحدى وخمسين. وأفحش في
الغلط من قال: سنة ست وخمسين، أو سنة ثمان وخمسين، أو سنة
تسع وخمسين.