عليه، فقلت: وأزيدك أن له خمسين ألف درهم. فقال:
خمسون ألفًا ما اجتمعت من حلال. قلت: يا أبا سعيد، إنه لورع
مسلم. قال: إن كان جمعها من حلال فقد ضن بها عن حق، لا والله
لا يجري بيننا وبينه صِهرٌ أبدًا.
وقال حزم القطعي: سمعت الحسن يقول: بئس الرفيقان الدينار
والدرهم، لا ينفعانك حتى يفارقانك.
وقال ابن شوذب: عن الحسن قال: لولا النسيان، كان العلماء
كثيرًا.
وقال علي بن زيد بن جدعان: ربما حدث الحسن بالحديث، فأقول:
ممن سمعته؟ فيقول: لا أدري، غير أني أخذته عن ثقة. فأقول: أنا
حدثتك به.
وقال قتادة: والله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة.
وعن الحسن قال: سافرت مع عبد الرحمن بن سمرة إلى كابل.
وقال أيوب: عن الحسن قال: دخلت على عثمان بن أبي العاص.
قال ابن المديني: مرسلات الحسن التي رواها عنه الثقات صحاح.
وقال أبو زرعة الرازي: كل شيء قال الحسن: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وجدت له أصلاً ثابتًا، ما خلا أربعة أحاديث.
قال ابن سعد: قالوا: وكان الحسن عالمًا رفيعًا فقيهًا، ثقة مأمونًا،
عابدًا ناسكًا، كثير العلم فصيحًا، جميلاً وسيمًا، ما أرسله فليس
بحجة، قدم مكة، وأجلس على سرير، فاجتمع الناس حوله فحدثهم،
فكان فيمن أتاه: مجاهد، وعطاء، وطاوس، وعمرو بن شعيب،
فقالوا - أو قال بعضهم -: لم نر مثل هذا قط.
قلت: قال ابن المديني: رأى الحسن أم سلمة، ولم يسمع منها،