الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم.

وقال حوشب: سمعت الحسن يقول: والله يا ابن آدم، لئن قرأت

القرآن، ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن في الدنيا

خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك.

قال جعفر بن سليمان: ثنا إبراهيم بن عيسى اليشكري قال: ما

رأيت أحدًا أطول حزنًا من الحسن، ما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد

بمصيبة.

وقال يزيد بن عطاء: عن علقمة بن مرثد قال: انتهى الزهد إلى

ثمانية، فأما الحسن فما رأيت أحدًا كان أطول حزنًا منه.

وقال الثوري عن عمران القصير: سألت الحسن عن شيء فقلت:

إن الفقهاء يقولون كذا وكذا، فقال: وهل رأيت فقيهًا بعينك؟ إنما

الفقيه الزاهد في الدنيا البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه.

وقال هوذة: عن عوف قال: كان الحسن ابنًا لجارية لأم سلمة،

فبعثتها في حاجة، فبكى الحسن، فرقت عليه أم سلمة، ووضعته في

حجرها، فألقمته ثديها، فدر عليه ورضع، فكان يقال: إن المبلغ

الذي بلغه الحسن من الحكمة بذلك اللبن الذي شربه منها.

وقال حفص بن غياث: سمعت الأعمش يقول: ما زال الحسن يعي

الحكمة حتى نطق بها، وكان إذا ذكر عند أبي جعفر محمد بن علي قال:

ذاك يشبه كلامه كلام الأنبياء.

وقال جعفر بن سليمان: ثنا هشام: سمعت الحسن يحلف بالله ما

أعزَّ أحدٌ الدرهم إلا أذله الله.

وقال جويرية بن أسماء: عن حميد الطويل قال: خطب رجل إلى

الحسن، فكنت أنا السفير بينهما، وكأن قد رضيه، فذهبت يومًا أثني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015